-
بالرّغم من التّجديد الذي يُشهد به للشّيخ الطّاهر ابن عاشور في مجال المقاصد الشّرعيّة، فإنّ اللّحظة المعرفيّة الفريدة التي لم تُلتقط حسب رأينا إلى الآن، هي اللّحظة التي بنى فيها ابن خلدون المقاصد الشّرعيّة على قوانين وطبائع العمران البشري، فاتحا الباب بامتياز أمام رفع الحواجز المصطنعة بين الشّرعيّات والإنسانيّات، وبين علوم الشّريعة وعلوم الطّبيعة بشقّيها المادّي والإنساني. فقد جاء في المقدّمة قوله في تعريف علم العمران البشري: «وهذا الفنّ الذي لاح لنا نجد فيه مسائل تجري بالعرض لأهل العلوم في براهين علومهم، وهي من جنس مسائله بالموضوع والطّلب[...] مثل ما يذكره الفقهاء في تعليل الأحكام الشّرعيّة بالمقاصد في أنّ الزّنا مخلّط للأنساب مفسد للنّوع، وأنّ القتل مفسد للنّوع، وأنّ الظلم مؤذّن بخراب العمران المفضي لفساد النّوع، وغير ذلك من سائر المقاصد الشّرعية في الأحكام، فإنّها كلّها مبنيّة على المحافظة على العمران». هذا الكلام مطابق تماما لقول ابن عاشور أنّ «مقصد الشّريعة الإصلاح وإزالة الفساد». حيث جاء في كتابه عن مقاصد الشّريعة الإسلاميّة قوله:« إذا نحن استقرينا موارد الشّريعة الإسلاميّة الدّالّة على مقاصدها من التّشريع استبان لنا من كلّيات دلائلها ومن جزئيّاتها المستقراة أنّ المقصد العام من التّشريع فيها هو حفظ نظام الأمّة واستدامة صلاحه بصلاح المهيمن عليه وهو نوع الإنسان. ويشمل صلاحه صلاح عقله وصلاح ما بين يديه من موجودات العالم الذي يعيش فيه[...فـ]مقصد الشّريعة الإصلاح وإزالة الفساد».
د.مصدق الجليدي
-
مهما يكن حجم الآلام التي نعيشها من جرّاء ما يحدث في ربوع فلسطين وحجم الخوف الذي نستبطنه عندما نفكّر في مستقبل القضيّة الفلسطينيّة التي تآمر عليها الصّديق قبل العدو، وحاصرها الأعداء من كلّ جانب بدعم مكشوف من عدّة دول غربيّة على رأسها الولايات المتّحدة الأمريكيّة وبسند من الحكام العرب بوجوه مكشوفة وأخرى مخفيّة، وبرغم حجم الدّمار والخراب الذي تسبّب فيه الصّهاينة لغزّة الأبيّة ولا يزالون، وبرغم وحشيّته ودرجة عنفه وجنونه، وقصفه العشوائي المستمر إلى يوم النّاس هذا، وما ترتّب عنه من قتل وتشريد وتجويع للغزّاويين المدنيّين الأبرياء من الأطفال والنّساء والشّيوخ طيلة عامين كاملين، وبرغم سعيه الحثيث للإبادة والتّهجير، الذي لا يتردّد في إعلانه أمام العالم أجمع. فإنّ الأمل مازال قائما مادامت ثقتنا في اللّه كبيرة أوّلا ثمّ في المقاومين الفلسطينيّين ثانيا، وإن قلّ عددهم مقارنة بحجم جيش العدوّ.
م.فيصل العش
-
الوجود الإنساني يتشكّل في أفق اللّغة. اللّغة مرآة تتكشّف فيها رؤية الإنسان للعالم، ولا تنفصل هذه الرّؤية عن القواعد والأدوات والكلمات التي تتجلّى بها وتعبّر عنها. اغتراب اللّغة عن الواقع الذي يعيشه الإنسان يعني اغتراب الإنسان عنها. حين تتيسّر قواعد اللّغة، ويجري تحديث أدواتها، وتواكب مفرداتها صيرورة الواقع والتّحوّلات المتنوّعة فيه، يتّسع أفق الإنسان النّاطق بها لرؤية العالم وإعادة تشكيله في وعيه.
أ.د.عبدالجبار الرفاعي
-
تميَّزت الكتابات الفلسفيّة، بخاصَّةٍ في السِّياقات العربيّة المعاصِرة، وفي أجزاء منها، بتَسيُّدِ اتجاهاتٍ مخصوصةٍ، نُحصي منها إجمالاّ: المنحى الإبستمولوجي والمنحى التَّأويلي.
أ.د. عبدالرزاق بلقروز
-
ما بحثنا فيه من خلال مقالات سِتّ أولى من هذه السّلسلة هو ملامح نظام مالي قويّ ومُنصف في نفس الوقت، منطلقين من قناعة مفادها أنّهُ لن يكون كذلك ما لم يكن أساسه قويّا وإحاطته مُنصِفَة، ويستمدّ قوّته من قوّة المُسلّمات القائم عليها كما تكون إحاطته مُنصِفة، من إنصاف الأحكام المُنظّمة للعلاقات ضمن نظم ثلاثة بلورناها واعتبرناها صمّام أمان لذلك النّظام المالي المنشود، وهي نظام الكرامة ونظام التّعاون ونظام التّسخير والإستخلاف.
نجم الدّين غربال
-
لم يكن صمود المقاومة واستمرار أدائها القويّ، على مدى 23 شهرا مجرّد حالة تاريخيّة استثنائيّة، أو مجرد حدث يثير حيرة الخبراء العسكريّين والسّياسيّين، وإنّما أصبحت نموذجا يضرب جوهر الأيديولوجيّة الصّهيونيّة الاستعماريّة. حماس وقوى المقاومة صارت تشكّل عقدة لدى الاحتلال الإسرائيلي وآلته العسكريّة الهائلة المتوحّشة؛ إنّها عقدة رعب الفشل في إخضاع الآخر، ورعب سقوط بنية الأيديولوجيّة الصّهيونيّة القائمة على نزع الإنسانيّة عن الآخر واحتكار الضّحيّة، وبالتّالي تبرير مصادرة أرضه وقتله وتهجيره.إنّه الرّعب من انقلاب الصّورة حيث أصبح العالم أجمع يرى الصّهيونيّة بلا إنسانيّة، بينما ينتصر الفلسطيني في هويّته وقيمه وإنسانيّته وسلوكه الحضاري. إن خطورة هذا الأمر تكمن في أنّ نجاح المقاومة يفقد المشروع الصّهيوني أُسس جدليّته ومبرّرات وجوده.
أ. د. محسن محمد صالح
-
ما من شكّ أنّ قضية «التراث والمعاصَرة» أو «التراث والحداثة»، أو ما يرد بمسمّيات رديفة أو شبيهة، هي من القضايا الدوريّة، المطروحة في الفكر العربي. والتّطرّق إليها بالحديث قد يغري بموالاة هذا الطّرف أو ذاك، والأمر كذلك مدعاة إلى حنين مفرط أو إلى توتّر مزعج. ولذلك لا نتعاطى غالبا مع هذه الثّنائيّة باعتدال ورويّة، ولا نتمالك أنفسنا جرّاء حاضر ضاغط وآتٍ داهم. ومن ثَمّ تُعَدّ تلك الثّنائيّة -التّراث والمعاصرة- من أكثر الثّنائيّات إحراجًا بين العرب، محافظين وحداثيّين، على مدى القرن الفائت وإلى الحاضر الحالي، دون حسم واضح بشأنها. ولو شئنا تعريفا جامعا مانعا لتلك البؤرة الإشكاليّة لتعدّدت بنا السّبل، مع أنّ التّراث يظلّ «من المعلوم من المعارف والصّنائع والمنجزات». ومع ذلك فالإشكال ليس في التّعريفات، لأنّها قد تتحوّل إلى نقيض ما نصبو إليه، وليس في رسم الحدود لهذا التّراث، وليس في تعداد مجالاته وبيان حقوله، بل في المنهج السويّ الذي نعي به هذا التّراث، ونقصد به تحديدا «التّراث والوعي التّاريخي». حتّى لا نتحول بِدورِنا إلى كائنات تراثيّة، غير واعية بما تستهلك وغير مدركة لما تريد.
د.عزالدين عناية
-
إنّ تطرّقنا بالدّراسة لحادثة الإفك يدخل في باب إعادة فهم ما يُشكّل الوعي الحالي، إنْ بصورة كلّية أو جزئيّة. ومن هذا المنطلق يتأكّد الحفر في صفحات عديدة من الموروث لإعادة بنائه عبر الفهم والنّقد والمقارنة والتّدقيق انطلاقا من عرض الرّواية على الرّواية، وإظهار ما تعمّدت الأعراف الثّقافيّة إخفاءه رغم ورود ما يدلّ عليه في المدوّنات والموسوعات. وليس أمام البحث العلمي إلاّ النّبش في الوثائق وتدبّر النّصوص من أجل إنتاج معارف جديدة وأفهام مغايرة لما صوّر على أنّه نهائي. وإذا أثبتت التّواريخ بطلان رواية أو زيف حكاية، فإنّ واجب الباحث لا يزيد عن التّنبيه والتّوضيح.
خصّصنا الحلقات السّابقة لمعالجة قصّة حادثة الإفك في التراث، فانطلقنا بعرض قصّة «حادثة الإفك» كاملة كما وردت في الجامع الصّحيح للبخاري، ثمّ إلى ما استنبط من القصّة من العبر والدّروس من طرف الدّارسين الذين تعاملوا مع رواية البخاري، ثمّ تبيان مظاهر الاضطراب والتّذبذب سندا ومتْنا في الرّوايات المتعلّقة بالحادثة، وإبراز التّناقض الواضح في هذه الرّواية التّراثيّة بين الأخذ بالمقدّمات والتبرّؤ من النّتائج والخواتيم. ثمّ خصّصنا ثلاث حلقات متتالية للحديث عن المستشرقين وما توّصلوا إليه من نتائج من هذه القصّة.
ونبشنا في الحلقة الفارطة في سند الرّواية التّراثيّة ومتنها، لتتهاوى أمام الحجّة والبرهان، وسنعمل انطلاقا من هذه الحلقة على تقديم عرض نراه كاشفا لحقيقة ما تضمّنته سورة النّور من حقائق وأفكار.
د.ناجي حجلاوي
-
الدّرس المقاصدي فرض نفسه على الفكر الإسلامي، قال ابن القيم في فقه المقاصد:«هو الفقه الحيّ الذي يدخل على القلوب بغير استئذان»(1)، في مقابل فقه ميّت هو الذي يتمسّك بالألفاظ والمباني ويهمل المقاصد والمعاني(2). ويبيّن ابن القيّم فوائد المقاصد بقوله: «بناء الشّريعة على مصالح العباد في المعاش والمعاد، هذا فصل عظيم النّفع جدّا، وقع بسبب الجهل به غلط عظيم على الشّريعة ... فإنّ الشّريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلّها، ورحمة كلّها، ومصالح كلّها، وحكمة كلها»(3). والمعاني نفسها نجدها عند جمهور الأصوليين قدماء ومحدثين.
د.علي رابحي
-
منذ اللّحظة التي يدرك فيها الإنسان وجودًا أعلى، تبدأ صورة الإله بالتّشكّل في ذهنه، وهي ليست صورة جاهزة، بل تُرسم شيئًا فشيئًا عبر النّصوص والمخاوف والآمال. فالإله في وعي المؤمن، ليس فقط فكرة ميتافيزيقيّة متعالية، بل حضور نفسيّ عميق، يوجّه المشاعر ويهذّب الأفعال ويُعيد تشكيل نظرة الإنسان إلى الكون والمصير.
د. أمينة تليلي
-
لفرط إيماني بأنّ المثال هو خير من يبيّن الحال، كما قالت العرب «بالمثال يتّضح الحال»، فإنّي أورد في هذه السّلسلة «من فقه الميزان» أمثلة كثيرة بدأتها بالكتاب العزيز، ثمّ بالحديث الشّريف، ثمّ بخير من فقه الميزان وفعّله أي الصّحابة الكرام. اليوم مع فقه الإمام عليّ للميزان وكيف فعّله في ما عالج من مشكلات. إذ الميزان هو دوما معالجة قضيّة ما بطريقة تتداخل فيها الأبعاد. ذلك أنّ الدّين (الإسلام) وضع مركّب وليس هو أحاديّ البعد (فيه البعد الغيبيّ والبعد المشاهد مثلا) والعقل ـ الذي نزل عليه ذلك الدّين المركّب ـ هو نفسه مركّب (فيه المثال الحاضر وفيه المثال المتصوّر المتخيّل مثلا) والواقع (الحياة) ـ الذي ما جاء الدّين المركّب متنزّلا على عقل مركّب إلاّ لإصلاحه ـ هو كذلك واقع مركّب (فيه الخير والشرّ مثلا). تلك هي أعلى منطلقات التّفكير العقليّ عندما يكون مهتديا بالوحي ومقبلا على إصلاح الحياة.
الهادي بريك
-
التّدرّج هو أحد السّنن الكونيّة التي أودعها اللّه في هذا الكون، وهو منهج ربّاني يحكم العديد من جوانب الحياة، سواء في الخلق أو التّشريع أو التّربية. فالتّدرّج يعني الانتقال من مرحلة إلى أخرى بشكل متسلسل ومنظّم، بما يتناسب مع طبيعة الأشياء وقدرات المخلوقات. وقد أشارت العديد من الآيات القرآنيّة إلى هذا المبدإ، مثل قوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾(البقرة: 286)، وقوله:﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾(هود: 7)، وقوله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ﴾(المؤمنون: 12-13).
محمد أمين هبيري
-
طق طق … من الطّارق؟
قلب يدقّ نبض الزّمن
بنوّاس الدّم-تاك
م.رفيق الشاهد
-
تعدّ مسألة التّوحيد من أهم مسائل أصول العقيدة الإسلاميّة. فالتّوحيد هو الأصل المتين من أصول الدّين وهو أساس العلوم وأشرفها، لشرف موضوعه، فهو يبحث أساسا في الذّات الإلهيّة وما يتعلّق بها من وجوب إفراد العبادة له دون سواه ، فشرف العلم بشرف المعلوم. فما هو مفهوم التّوحيد؟ وفيم تتمثّل أقسامه؟ وكيف يكفل التّوحيد حرّيّة الإنسان؟ وهل يمكن حصر التّوحيد في علاقة الإنسان بربّه؟ وهل من الممكن أن يتحوّل التّوحيد من مجرّد عقيدة فرديّة إلى قيمة تشكّل المجتمع وتوجّهه؟
د. سهام قادري
-
لقد مرّت الحياة البشريّة بمراحل مختلفة ومتتالية منذ القدم إلى اليوم، وتعتبر هذه المسيرة مترابطة من حيث سلسلتها الزّمانيّة والمكانيّة، ممّا جعل من التّطوّر الحاصل في العصر الحديث مبنيًّا على أدوار أمم مختلفة وثقافاتها وإسهاماتها، وهو ما يسعفنا في القول بأنّ التّطوّر الحاصل اليوم هو مكسب إنساني مشترك. ولكون المجال العلمي بدوره قد عرف هذه الطّفرة النّوعيّة، ذلك أنّ العلم على حدّ تعبير الفيلسوف «غاستون باشلار» ما هو إلّا «تاريخ تصحيح أخطاء العلم» ، فإنّ الوقوف على المستوى الذي هو عليه اليوم لا يمكن فصله عن المراحل التي مرّ بها على مدى العصور. والباحث في هذه النّقطة بالذّات سيقف لا محالة أمام الدّور الهام والأساسي الذي قامت به الحضارة العربيّة والإسلاميّة، وإن تمّ اعتبار أنّ دور هذه الحضارة يتمّ إهداره في الآونة الأخيرة، إلاّ أنّ التّاريخ يحفظ لنا أنّها احتلّت قصب السّبق منذ العصور الوسطى. لقد انفتحت على كلّ الحضارات السّابقة، وشكّلت أمّة تضمّ قوميّات ومللاً شتّى ساهموا جميعا في إنجازاتها الهامّة، فكان العرب -كما يقول مؤرّخ العلم كروثر- المؤسّسين لمفهوم عالميّة المعرفة، وهي إحدى السّمات البالغة لأهمّية العلم الحديث .
عمر الموريف
-
سأل سائل: «أين علماء المسلمين ممّا يحدث في غزّة وأهلها منذ عامين؟»، فجاءت الإجابة على لسان أحدهم: «إنهم دعوا دولا عربيّة لكي تتّخذ مواقف غير تلك المواقف التي هي عليها الآن». وأكمل حديثه بالقول: «إن العلماء لا يملكون إلاّ الدّعوة والتّوجيه والحشد والضّغط الأدبي والمعنوي على الحكّام والشّعوب». ثم ختم قائلا: «لا الحكّام استجابوا ولا الشّعوب استجابت».
أشرف شعبان أبو أحمد
-
نواصل بحثنا في الكبائر الفرعيّة(1) التي ورد تحريمها في السّور المدنيّة، وسنهتمّ بالكبائر المتعلّقة بعدم الاستجابة إلى ما ورد بصيغة الأمر (إنّ الله يأمر)، وتشمل على التّوالي: صلة الرّحم (هذه الحلقة) ثمّ عدّة الطّلاق وإتيان المرأة من قبلها(في الحلقة القادمة)0
م.لسعد سليم
-
ترسم قصّة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار طريق الخلاص والنّجاة إذا اشتد الكرب ونزل البلاء بالفرد، فعندما نزل الحجر العظيم على باب الغار وهم بداخله، قالوا نزل الحجر وعفا الأثر. فكيف إذا نزل بالأمّة النّوازل، فهل يكفي الدّعاء والإخلاص والتّوسّل بالرّصيد السّابق من العمل الصّالح الفردي في حال انحطاط شأن الأمّة. أغلب الظّنّ أنّ هذا لا يكفي مع أهمّيته لبناء الأسرة والتي تعتبر أساس المجتمع، إذ هناك أنواع كثيرة من العمل الصّالح التي تنتمي لفروض الكفايات التي أهملت في الأمّة، وأهمّها تحصيل العلوم الحديثة كلّها،
أ.د.فوزي أحمد عبد السلام
-
استهلّت الصّين القرن العشرين بأن تعرّضت عاصمة الإمبراطوريّة العظيمة، بكين للاحتلال سنة 1900م من طرف ثمانية دول متحالفة وهي اليابان وروسيا وبريطانيا وايطاليا وألمانيا وفرنسا والولايات المتّحدة والإمبراطوريّة النّمساوية، فأضعف ذلك من معنويات الشّعب الصّيني وأجّج نار الغضب في صدره وعقله، وازدادت كراهيّته للأسرة الإمبراطوريّة الحاكمة المتحالفة والمستسلمة للقوى الغربيّة الامبرياليّة.
عبدالقادر رالة
-
ممّا لا شكّ فيه أنّ العرب قديما كانت لهم غيرة على بعضهم، ولقد بقي ذلك شاهدا عليهم في بطون الكتب والرّوايات الشّفهيّة التي تناقلتها الأجيال وغيرها من الأدلة التي شهدت للعرب بتفانيهم في الدّفاع عن أهلهم وذويهم والقبائل التي ينتمون إليها ...
فما هو سبب نكوصهم ياترى في زمننا هذا؟ وما هو سرّ اختفاء تآزرهم فيما بينهم؟
امحمد الخوجة
-
للأمراض علميّتها، كما لها شاعريّتها. يشخّصها الأطبّاء بموضوعيّة، ويصفها الشّعراء بإبداعيّة. هؤلاء يراقبون ـ بمهنيّةـ أعراضها ومضاعفاتها الجسمانيّة والنّفسيّة، وأولئك يعبّرون ـ بوجدانهم ـ عن عراكها وصراعها الجسدي والنّفساني. يفخر الأطبّاء والجرّاحون بوصفهم العلاج النّاجع، وتدخّلهم الجراحي النّافع. بينما يدبج الشّعراء قصائدهم محبّين للحياة، وجلين من الغياب والموت. تتنوّع الأمراض ما بين قديم، وحديث ومستحدث، وزائرة (أوبئة)، ومُقيمة (متوطّنة)، فهل لشعريّتها عراقة ومناسبة في ديوان العرب، قديمه وحديثه؟. وهل استفاد الأطبّاء في ساحة الطّبّ من «شاعريّة» المرض عند الشّعراء؟ وهل وصف الشّعراء أمراضهم وصفاً علميأ، وصوّروها بدقّة تشخيصيّة، وصبّوا ذلك في قوالب فنّية، تنبّئ عن ثقافتهم، وتجربتهم الفنّية؟..
أ.د. ناصر أحمد سنه
-
«د.محسن كاديفار» فيلسوف إيراني ومُصلح فكريّ رائد وأستاذ الدّراسات الإسلاميّة، وهو في نفس الوقت معارض سياسي ومنتقد صريح لعقيدة حكم رجال الدّين، ومدافع قويّ عن الإصلاحات الدّيمقراطيّة واللّيبراليّة، والإصلاح الهيكلي في إيران.
ولد «محسن كاديفار» في الثّامن من جويليّة 1959، بمدينة شيراز، من والدين عملا مدرّسين قبل تقاعدهما، ومؤمنين بالفكر الدّيني الإصلاحي لمحمد مصدق ومهدي بازركان، فكان لهذين الرّجلين تأثير كبير عليه .
درس في «شيراز» وتحصّل على ديبلوم في الرّياضيات، وبعد ذلك درس الهندسة الكهربائيّة في جامعة بهلوي وكان ذلك قبل سنتين من انتصار الثّورة. وفي تلك الفترة كان تحت تأثير المفكّرين الإسلاميين وعلى رأسهم مرتضى مطهّري الفيلسوف والمفكّر الشّيعي الإيراني، الذي دعا الشّباب إلى دراسة العلوم الإنسانيّة الإسلاميّة، فالتحق بعد الثّورة بالحوزة العلميّة بمدينة شيراز ثمّ توجّه إلى مدينة «قم»، ليدرس فيها لمدّة سبع سنوات. وهناك أنهى كاديفار مرحلة السّطوح المرحلة الثّانية من بين ثلاث مراحل من الدّراسة الدّينية حسب نظام الحوزة العلميّة في المدينة التي تعتبر معقلا للدّراسات الدّينية الشّيعيّة.
التحرير الإصلاح
-
أقف متمسّكا بالكتاب رغم الدّمارْ
فهو قلبي إذا تاهت خُطاي في المسارْ
وهو صوتي إذا حاصرني صمتُ الجدارْ
وهو وطني إن غابَ الوطنُ خلفَ الغبارْ
بهاء الحامدي